جاري التحميل
جاري التحميل
وتبدأ رحلة المفاجآت منذ مراحل الحمل الأولى التي تعتبر بحدّ ذاتها تجربة ضاغطة للأبوين، والتي تتفاوت أعراضها بين كلّ امرأة وأخرى، وتجربة الولادة، إلى جانب طبيعة علاقة الزوجين قبل إنجاب الطفل الأول، ومدى حالة الاستقرار والتفاهم التي يعيشان فيها.. فلكلّ نتيجة مجموعة من الأسباب التي تمتد إلى مراحل أبعد بكثير من تجربة إنجاب الطفل الأول.
ومن أبرز دواعي تغير العلاقة بين الزوجين بشكل سلبي بعد إنجاب الطفل الأول، هو أن معظم الأزواج لا يقومون بترتيب وتقسيم الأدوار والمسؤوليات قبل قدوم الطفل الأول، مما يفرض العديد من التحديات التي قد تشكّل عبئًا لا يمكن احتماله، خاصة إن كانت الأم (امرأة عاملة) ولها دور اقتصادي واجتماعي فعّال في المجتمع.
ومن ناحية أخرى تؤثر الصورة النمطية لدور الرجل في الأسرة على علاقة الزوجين بعد إنجاب الطفل الأول، إذ لا يتقبل البعض فكرة المساعدة في رعاية الطفل خاصة في المراحل الأولى بعد الولادة، والتي تكون الأصعب على الأم المستجدة، إلى جانب عدم تقديم الدعم النفسي للمرأة خلال مراحل الحمل، وفي المرحلة المبكرة ما بعد الولادة، أو المشاركة في مسؤولية التربية أو أمور إدارة المنزل، الأمر الذي قد يوسّع الفجوة بينهما.
أبرز مسببات تغير العلاقة بين الزوجين بعد الطفل الأول:
ومن الجدير بالذكر هنا أن المسببات تختلف، إلا أن النتيجة في حال غياب التفاهم المشترك والحوار الواضح والصريح الذي يعبّر كلا الشريكين من خلاله عن توقعاتهما وتصوّراتهما لمرحلة ما بعد الولادة سيؤدي حتمًا إلى خلق فجوة بينهما قد تتفاقم مع مرور الأيام..
ختامًا يجب التأكيد على أن الطفل يحتاج أكثر من مجرّد الرضاعة والإنفاق، وبالتالي يقع على عاتق الزوجين زيادة وعيهما بالمسؤوليات التي يفرضها إنجاب طفلهما الأول، فالوعي، والحوار الصريح وعدم التغافل أو إنكار التغيرات السلبية التي تواجهها العلاقة بين الزوجين بعد طفلهما الأول، وتقاسم المسؤوليات، والقدرة على ترتيب الأولويات وإدارة وتنظيم الوقت تُعد من العوامل الرئيسية لتجنّب أي تأثيرات سلبية على علاقة الأزواج مع قدوم مولودهما الجديد..