جاري التحميل
جاري التحميل
تقوم علاقة الموظف بعمله على أساس المنفعة المتبادلة، فأنت تخدم مصالح المؤسسة أو الشركة وتساهم في تحقيق أهدافها، مقابل أن تحصل على عائدٍ ماديّ، واستقرارٍ وظيفي، وتكتسب خبرة تمكنك من تطوير نفسك ومهاراتك لتؤمن حاضرًا ومستقبلًا أفضل.. ولكن إن كنت تخوض حاليًا في رحلة البحث عن عمل في، إليك بعض النصائح والإرشادات لتتجاوز بيئات العمل الاستغلالية التي تبني نفسها على حساب الموظفين: بحسب منظمة الصحة العالمية العمل اللائق مفيد للصحّة النفسية، وتُشير التقديرات إلى أنه في عام (2019) فقط عانى حوالي (15%) من المنخرطين في سوق العمل من اضطراب نفسي! ومعظم الشركات في الأردن صغيرة أو متوسطة، وحوالي (90%) منهم تضرروا منذ عام (2020) وما بعدها بسبب جائحة كورونا، ولكن (80%) من هذه الشركات تعمل في مجال الخدمات، بينما يعمل الباقي في الزراعة والصناعة، وبالتالي فإن معظم العاملين فيها هم موظفين برواتب. والواقع يشير إلى أن حوالي (60%) من الموظفين في الأردن يتلقون رواتب دون المتوسط، بينما لا تقدم العديد من المؤسسات والشركات أي نوع من أنواع التدريب للموظفين، ولا يعجبها أداؤهم. وهناك في الجانب الآخر من سوق العمل الأردني، يعمل العديد من الموظفين في قطاع غير رسمي، لا يوفر لهم توقيع العقود، أو الحصول على ضمان اجتماعي أو تأمين صحي. و لتكتمل الصورة، تُعتبر الأردن (3 أقل دولة في العالم) توظيفًا للنساء، وإن حصلت النساء على وظائف بالفعل، فذلك لا يعني بأنها في وضع جيد، إذ لا توفر العديد من الشركات والمؤسسات بيئة عمل آمنة للنساء، ولا مساواة في الأجور، كما لا تؤمنّ لهن أي نوعٍ من المواصلات، أو بيئاتٍ حاضنة لأطفالهم.
وبالتالي يمكن القول إن الاستغلال الذي قد تواجهه في سوق العمل يتمثل في: الشركات والمؤسسات تقوم بالتوظيف دون كتابة عقد، أو تقديم التزامها بالتأمين الصحي والضمان الاجتماعي استغلالًا لحاجة العديد من الأفراد إلى فرص العمل من جهة، ولتوفر على نفسها بعض التكاليف من جهة أخرى وإن كان ذلك على حساب الموظفين ماديًا ومعنويًا. المؤسسات القائمة على المنح والتمويلات من الجهات الخارجية: فعلى الرغم من أن العديد من هذه المؤسسات تقدم لك خبرات فريدة من نوعها، إلا أن البعض منها يقدّم لك وصفًا وظيفيًا طويلًا يفرض عليك العديد من المسؤوليات بعائدٍ ماديّ قليل، لترى نفسك تبذل وقتًا وجهدًا وأعصابًا بمقابل اكتساب الخبرة فقط!. الشركات والمؤسسات التي تراك عبئًا عليها، وتشترط عليك منذ البداية بأن توفّر لهم من خلال عملك عائدك المادي أو بعبارة أخرى (لازم تطلع راتبك). الشركات التي لا توفّر أي آليات وأنظمة واضحة لقياس الأداء واتخاذ القرارات، والتي ستجد فيها نفسك الإدارة تتخبط في قراراتها وتناقض نفسها تبعًا لأهواء المسؤولين، وإن كان ذلك على حساب أشهر من عمل وتخطيط الموظفين. ولكن على الرغم من هذا الواقع المرير لسوق العمل، إلا أن هناك أكثر من نقطة قد تساعدك على الحصول على فرصة عملٍ لائقة، وذلك من خلال إجابتك على الأسئلة التالية: ماذا تريد من الوظيفة؟ الخبرة، بيئة عمل مريحة، أو مجرّد الراتب؟ ما هو المطلوب والمتوقع منك ومن الشركة؟ وذلك لكي تتخذ قرارًا بالاستمرار أو التوقف تبعًا لصحتك النفسية والجسدية واحتياجاتك الحقيقية. وختامًا يجب أن نؤكد على أن العمل اللائق متطلبٌ أساسي وضروري، إلا أنه ليس بديلًا عن علاقاتك الأسرية الاجتماعية وصحتك النفسية والجسدية، وبالتالي فإن كانت الفرص المتاحة لا تقدّم لك عائدًا ماديًا مجزيًا، وتسمح لك بالمحافظة على حياتك الشخصية فلا يمكن بدقّة أن نسميها (فرصة)!.