جاري التحميل
جاري التحميل
مع إتمام الطفل لعمر (6 سنوات) وما بعدها تتغير بيئته المحيطة بشكلٍ كبير، فبعد أن كان يقضي جلّ وقته مع عائلته سابقًا ينقضي أكثر من نصف يوم الطفل في بيئة المدرسة الابتدائية.. ومن أهم الخصائص النمائية للأطفال في هذه المرحلة:
النمو البدني:
تباطؤ مستوى النمو وتشهد العديد من المهارات الحركية القوية تطورًا ملحوظًا وتبرز من خلال قدرتهم على (الركض، التسلق، القفز، لعب الكرة) بسهولة.
حب الحركة والنشاط وقد يعاني بعض الأطفال من الاضطراب في حال الجلوس لفترات طويلة.
أما المهارات الحركية الدقيقة فيتفاوت تطورها بين طفل وآخر، ويظهر التفاوت من خلال مستويات مهاراتهم المختلفة في الكتابة، وارتداء ملابسهم لوحدهم، وممارسة الأعمال الفنية.
ويمكن دعم النمو البدني للأطفال في هذه المرحلة من خلال تجزئة المهام التي تحتاج من الطفل إلى فترات جلوس طويلة مثل (إنجاز الواجبات المدرسية).
النمو المعرفي:
تزداد رغبة الأطفال الشعور بالاستقلالية والخوض في العديد من التجارب التي تبني ثقتهم بأنفسهم.
تتسع قوائم اهتماماتهم وتزداد أسئلتهم تعقيدًا ويحتاجون لإجابات أكثر تفصيلًا.
الاستمتاع بألعاب العقل البسيطة مثل الألعاب الورقية.
ويمكن تعزيز النمو المعرفي للأطفال في هذه المرحلة من خلال متابعة ما يتعلمونه في المدرسة وتعزيز ثقتهم في أنفسهم، ومن المهم خوض المزيد من الحوارات والنقاشات معهم لأنهم يبدؤون بتطوير تفكيرهم المنطقي في هذه المرحلة.
النمو اللغوي: القدرة على القراءة والاستمتاع بها. تطور مجموعات من المُفردات والجُمل والحرص على أن توضح رغباتهم أو تناسب الأشخاص الذين يتحدثون معهم. ويمكن دعم وتعزيز النمو اللغوي للأطفال في هذه المرحلة من خلال تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على القراءة أكثر، ففرحة الأطفال تكتمل بتوفير الوالدين فرصة لأطفالهم لقراءة قصصهم أو كتبهم المفضلة لهم والاستماع لهم بحب.
النمو العاطفي الاجتماعي: يظل الأطفال في هذه المرحلة يخوضون غمار اكتشاف آليات إدارة عواطفهم بشكل أفضل. يصبحون أكثر تعاطفًا وتفهمًا لوجهات نظر الآخرين. البحث عن الاستقلالية والانزعاج من توجيه الأوامر المستمر لهم. زيادة نسبة القلق لديهم من عدّة أمور وقد يظهرون نوعًا من الخوف من بعض المخلوقات الحقيقية مثل (الحيوانات) أو غير الحقيقية مثل (الوحوش). يصبح الأطفال أكثر اجتماعية ويزداد حبهم للعمل واللعب مع الآخرين. ويمكن دعم النمو العاطفي الاجتماعي للأطفال في هذه المرحلة من خلال إتاحة الفرصة للتواصل الاجتماعي مع أصدقائهم خارج إطار المدرسة، ومراعاة تعلقهم وحبهم لهم.
وختامًا ينبغي التأكيد على أن هذه المرحلة قد تعتبر صعبة لكلّ من الطفل والوالدين على حدّ سواء، خاصة تجاه الرغبة الشديدة للأطفال بالحصول على استقلاليتهم، الأمر الذي قد لا يتقبله كافة الأهالي بصدرٍ رحب، وبالتالي ينبغي تحقيق الموازنة وعدم الضغط على الأطفال والإكثار من توجيه الأوامر والتعليمات الصارمة لهم دون إتاحة الفرصة ليعبروا عن رغباتهم ووجهات نظرهم.